إذا زرعنا الأشجار في موطنها الأصلي فإنها ستكون أكثر قدرة على مقاومة الأمراض والآفات، وإذا تلاعبنا بأحد عناصر النظام البيئي فإنه سيختل، والأمر نفسه يحدث في بيئة العمل ، فأي خلل يحدث في أي جزء فإنه يؤثر على بيئة العمل كاملة.
إن المؤسسة الابتكارية، والمؤسسة الذكية، والمؤسسة الرائدة، جميعها ألقاب تحفز أصحاب المؤسسات على الجدية في العمل والمثالية في الأداء والجودة العالية، والأهم منها جميعاً تأتي الابتكارية في المنتج، وذلك تحقيقاً للسعي نحو الريادية والصدارة في عالم الأعمال. ولكن يبقى الأساس الأول لنجاح أي مؤسسة هو الفرد، فقد أدركت المؤسسات أن استقطاب الفرد المبدع الجاد الناجح أمر في غاية الأهمية، لذا عمدت المؤسسات إلى ملاحقة المتفوقين والباحثين والمخترعين لإثراء المؤسسه بالمعرفة اللازمة للصمود والنجاح، إلا أن استقطاب الفرد المبدع والمتميز لا يمكن أن يكفل وحده نجاح المؤسسة ما لم تكن هناك بيئة داعمة تتبنى استراتيجيات التحفيز المستمر وآليات التشجيع والدعم. فالإبداع يحتاج إلى ما يثيره دوماً، والحماس قوة معنوية قد تخمد إن لم تجد الدعم والإثارة. وتأكيداً لما سبق فقد أثبتت الدراسات أن نجاح وصمود أي منظمة يكمن في أفرادها أكثر مما يكمن في نظمها أو إجراءاتها أو أصولها أو مواردها، وعليه فإن المنظمة القادرة على رفع الروح المعنوية للأفراد تكون أكثر قدرة على تدعيم مركزها التنافسي ومقابلة التحديات وتنمية روح الإنجاز وتطوير الأداء.