إن الخرافة التي تقول أن القيادة بالفطرة تدفعنا الي الاعتقاد بأن صفات القائد توهب له منذ الميلاد. ومع ذلك لم نسمع أن أحد الأطباء قد أمسك بطفل حديث الولادة ورفعه صائحا: “انظروا ماذا لدينا، لقد ولد للتو قائدا”. كما لم يحدث أن أعلنت الصحيفة المحلية أن هناك قائدا يبلغ وزنه سبعة أرطال وستة أونصات قد ولد بالأمس في الساعة الثانية والنصف بعد الظهر. فمهارات القيادة يمكن تعلمها فقط من خلال الخبرة، وقبول دور القائد هو قرار يعود للشخص ذاته.
في عالم تغلي عليه روح المنافسة، تحتاج الأعمال الناجحة إلى قادة، وليس مديرين، ليتعاملوا مع المواقف الصعبة . ولكن الإنسان لا يستطيع أن يختار نفسه قائدا، فالقيادة هي مرتبة شرفية لا يمنحها سوى من تتم قيادتهم. ولا تستطيع الإدارة العليا أن تعين القادة قدر ما يستطيع القادة تعيين أنفسهم. فاكتساب ولاء الأتباع يتم من خلال السلوكيات الناجحة. أما أولئك الذين يكلفون بقيادة الآخرين دون أن تكون لديهم المهارات أو الحافز لعمل ذلك، فسوف يظلون للأبد مجرد مديرين.